[SIZE="6"] مقال حسن عسيري في صحيفة الوطن بعنوان إلى المجلس الاقتصادي
[/SIZE]
[SIZE="5"]
ربما سيسمع أحفادنا يوما ما قصه آخر برميل بترول. وخياليا دعني أقول: لو يعلم أحفادي أن أحفادهم سيعيشون في دولة نضب نفطها، سيصابون بـ"اكتئاب المستقبل"، ويصبح لديهم رغبة عارمة في العودة إلى الماضي والعيش في رخاء كما عاشه أجدادهم "نحن".
يبدو الأمر حزينا بعد 200 عام، عندما يرغب أبناؤنا في المستقبل أن يعودوا إلى الماضي بدلا من الركض إلى الأمام، أقصد إلى مستقبلهم في ذاك الوقت. المؤشرات الحيوية لواقع اقتصادنا تقول إن بدائلنا الاقتصادية كسولة، ومتراخية، معتمدين كليا على "النفط"، ما يعني أننا ننظر إلى مستقبلنا على أنه "دائم" اعتمادا على مصدر "مؤقت"، وهذا أخطر ما قد تعيشه دولة في العالم.
النقلة النوعية من مملكة نفطية إلى مملكة متنوعة البدائل، تحتاج إلى التدخل ومنحنا رؤية استراتيجية رأينا حيويتها وذكاءها خلال استدعاء خبرات القطاع الخاص "الربحي" ليكونوا وزراء يحققون "أرباحا في إنجاز ما يكلفون به" في القطاع العام لصالح المواطنين.
الآن، المجلس الاقتصادي الأعلى والمسؤول الأهم عن مستقبل أحفادنا تحت إدارة الأمير محمد بن سلمان، شاب جاد، عينه على جبهة حرب ربما تستأنف في أي لحظة، والعين الأخرى في الداخل السعودي حرصا على الشأن المحلي.
أثق تماما أن هذا المجلس بقيادة هذا الشاب سينقل المملكة إلى استراتيجية جديدة في علاقتها مع النفط.
ولنا في النرويج عبرة، فهي دولة نفطية ولكنها سلكت مسلكا مختلفا عن بقية أعضاء نادي الدول النفطية، وذلك باتخاذها قرارا مهما بعدم الاعتماد على النفط لتمويل ميزانيتها، ووجهت جهودها لمحاربة التضخم، في حين أبقت إيرادات البترول في صندوق لا تأخذ منه إلا ما يعادل 4% سنويا لدعم الميزانية، والباقي يستثمر للأجيال المقبلة.
النرويج الآن، أصبحت دولة صناعية، وخيارها الاستراتيجي جعل مجتمعها ذكيا للخوض في اقتصادات جديدة، حتى أصبحت من البلاد التي تصدر التكنولوجيا. ولكن مؤهلاتها لا تشبه المؤهلات السعودية، فنحن لدينا الشمس التي يمكن من الآن تجهيزها لتكون المصدر الأول لتوليد الطاقة لنوقف نزيف الهدر اليومي الذي يتجاوز أربعة ملايين برميل يوميا.
ومع معرفتي التامة أن مثل هذا الأمر ليس سهلا، وأن بلادي أيضا لم ولن تنساه وتتجاهله بل عملت وفكرت فيه، ولكنني هنا أتحدث عن ضرورة قرار استراتيجي مفصلي يجهز بلادنا للمخاطر التي ربما تجدها أجيالنا القادمة.
[/SIZE]
المصدر صحيفة الوطن
[URL="http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=26010[/URL]
[/SIZE]
[SIZE="5"]
ربما سيسمع أحفادنا يوما ما قصه آخر برميل بترول. وخياليا دعني أقول: لو يعلم أحفادي أن أحفادهم سيعيشون في دولة نضب نفطها، سيصابون بـ"اكتئاب المستقبل"، ويصبح لديهم رغبة عارمة في العودة إلى الماضي والعيش في رخاء كما عاشه أجدادهم "نحن".
يبدو الأمر حزينا بعد 200 عام، عندما يرغب أبناؤنا في المستقبل أن يعودوا إلى الماضي بدلا من الركض إلى الأمام، أقصد إلى مستقبلهم في ذاك الوقت. المؤشرات الحيوية لواقع اقتصادنا تقول إن بدائلنا الاقتصادية كسولة، ومتراخية، معتمدين كليا على "النفط"، ما يعني أننا ننظر إلى مستقبلنا على أنه "دائم" اعتمادا على مصدر "مؤقت"، وهذا أخطر ما قد تعيشه دولة في العالم.
النقلة النوعية من مملكة نفطية إلى مملكة متنوعة البدائل، تحتاج إلى التدخل ومنحنا رؤية استراتيجية رأينا حيويتها وذكاءها خلال استدعاء خبرات القطاع الخاص "الربحي" ليكونوا وزراء يحققون "أرباحا في إنجاز ما يكلفون به" في القطاع العام لصالح المواطنين.
الآن، المجلس الاقتصادي الأعلى والمسؤول الأهم عن مستقبل أحفادنا تحت إدارة الأمير محمد بن سلمان، شاب جاد، عينه على جبهة حرب ربما تستأنف في أي لحظة، والعين الأخرى في الداخل السعودي حرصا على الشأن المحلي.
أثق تماما أن هذا المجلس بقيادة هذا الشاب سينقل المملكة إلى استراتيجية جديدة في علاقتها مع النفط.
ولنا في النرويج عبرة، فهي دولة نفطية ولكنها سلكت مسلكا مختلفا عن بقية أعضاء نادي الدول النفطية، وذلك باتخاذها قرارا مهما بعدم الاعتماد على النفط لتمويل ميزانيتها، ووجهت جهودها لمحاربة التضخم، في حين أبقت إيرادات البترول في صندوق لا تأخذ منه إلا ما يعادل 4% سنويا لدعم الميزانية، والباقي يستثمر للأجيال المقبلة.
النرويج الآن، أصبحت دولة صناعية، وخيارها الاستراتيجي جعل مجتمعها ذكيا للخوض في اقتصادات جديدة، حتى أصبحت من البلاد التي تصدر التكنولوجيا. ولكن مؤهلاتها لا تشبه المؤهلات السعودية، فنحن لدينا الشمس التي يمكن من الآن تجهيزها لتكون المصدر الأول لتوليد الطاقة لنوقف نزيف الهدر اليومي الذي يتجاوز أربعة ملايين برميل يوميا.
ومع معرفتي التامة أن مثل هذا الأمر ليس سهلا، وأن بلادي أيضا لم ولن تنساه وتتجاهله بل عملت وفكرت فيه، ولكنني هنا أتحدث عن ضرورة قرار استراتيجي مفصلي يجهز بلادنا للمخاطر التي ربما تجدها أجيالنا القادمة.
[/SIZE]
المصدر صحيفة الوطن
[URL="http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=26010[/URL]