[SIZE="6"] مقال حسن عسيري في صحيفة الوطن بعنوان التجنيد الاختياري
[/SIZE]
[SIZE="5"]
عندما انطلقت الدعوات إلى فكرة التجنيد الإجباري، وجدتها تنقسم بين معارض ومؤيد. ورأى كثيرون أنه ربما لا داعي لها وحجتهم هي عدم عسكرة الشعب، ولكنني وكغيري ممن استحسنوا التجنيد نظرنا إليه بعين أخرى تماما، ففي أي مجتمع، يعد التجنيد أكثر السمات الإنسانية التي تكون مفصلا في تحولاته التاريخية، لأنه يثبت إيجابية أفراده ومدى جاهزيتهم لبث السلوك الإيجابي تجاه محيطهم الجغرافي.
فلا يمكن تخيل أي تحول إذا كان المجتمع فرديا في تفكيره، متوحدا في سلوكه الاجتماعي، وغير مسؤول عن تصرفاته، حينها يصبح المجتمع لا طعم له، مما ينتج عنه تاريخ من اللامبالاة والعشوائية في صميم الثقافة الشعبية.
لو قمنا بتطبيق مفهوم الإيجابية ومحاولة صناعته الأجيال، علينا النظر إلى ترتيب السعودية التي تأتي الثالث عالميا في نسبة السكان دون سن الـ29 عاما، ومع ذلك يأتي الصيف، ويجيء الربيع ما بين الفصلين، ولا يعيش الطالب إجازته إلا في مفهومين فقط: وقت للنوم حتى الظهر، ووقت للسهر حتى الصبح. وما بين الوقتين، يضيع جيل بأكمله، وفي حالتنا السعودية فإن 67% من تعدادنا السكاني -الـ28 ميلونا- هم من الشباب، ما يعني أن تلك المفاهيم السلبية ستنسحب على جيل بأكمله، بل مجتمع بأكمله.
في هذه الحالة، ومع هذه الذخيرة البشرية، علينا الاستثمار في شبابنا من خلال تأصيل ثقافة الإنتاج والانضباط وما تستلزمه من أدوات، كإقامة معسكرات تطوعية يكون فيها التجنيد اختياريا تحت إدارة المؤسسات العسكرية في الدولة، ومنها القوات المسلحة، الحرس الوطني، الشرطة والدفاع المدني.
المعسكر ليس مجرد مساحة جغرافية محددة، إنما هو اختزال كامل للجيل في مشروع تربية وطنية.
سيكون في المعسكر فرصة للتدريب العسكري الشاق، التدرب على الحياة في الطبيعة باللجوء إلى أدواتها دون الاعتماد على ما اعتادوا عليه في المدينة. الدفاع عن النفس، استخدام السلاح، الحس الوطني، الالتزام، النظام، القراءة، المحاضرات، النقاش، القانون الأخلاقي كفرد داخل الفضاء الأخلاقي العام للمجتمع، وحتى أدق التفاصيل؛ كالاستيقاظ مبكرا للصلاة وأداء التمارين الرياضية.
الذخيرة الشبابية المتوافرة لدينا جاهزة لتلبية أي مبادرة لإعادة تنظيمها نفسيا، فقلة الخيارات بالنسبة إليهم يعني أنهم يصنعون خياراتهم بأنفسهم، ليكون لدينا: المدمن، والسلبي، والعاق، والمجرم، واللامبالي، والعشوائي، وكل الصفات التي قد تكون مثل الخلايا السرطانية في أي مجتمع.
لذا يجب استثمار هذه الذخيرة الشابة، المليئة بالطاقة، في الصالح العام.
[/SIZE]
المصدر صحيفة الوطن
[URL="http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=26111[/URL]
[/SIZE]
[SIZE="5"]
عندما انطلقت الدعوات إلى فكرة التجنيد الإجباري، وجدتها تنقسم بين معارض ومؤيد. ورأى كثيرون أنه ربما لا داعي لها وحجتهم هي عدم عسكرة الشعب، ولكنني وكغيري ممن استحسنوا التجنيد نظرنا إليه بعين أخرى تماما، ففي أي مجتمع، يعد التجنيد أكثر السمات الإنسانية التي تكون مفصلا في تحولاته التاريخية، لأنه يثبت إيجابية أفراده ومدى جاهزيتهم لبث السلوك الإيجابي تجاه محيطهم الجغرافي.
فلا يمكن تخيل أي تحول إذا كان المجتمع فرديا في تفكيره، متوحدا في سلوكه الاجتماعي، وغير مسؤول عن تصرفاته، حينها يصبح المجتمع لا طعم له، مما ينتج عنه تاريخ من اللامبالاة والعشوائية في صميم الثقافة الشعبية.
لو قمنا بتطبيق مفهوم الإيجابية ومحاولة صناعته الأجيال، علينا النظر إلى ترتيب السعودية التي تأتي الثالث عالميا في نسبة السكان دون سن الـ29 عاما، ومع ذلك يأتي الصيف، ويجيء الربيع ما بين الفصلين، ولا يعيش الطالب إجازته إلا في مفهومين فقط: وقت للنوم حتى الظهر، ووقت للسهر حتى الصبح. وما بين الوقتين، يضيع جيل بأكمله، وفي حالتنا السعودية فإن 67% من تعدادنا السكاني -الـ28 ميلونا- هم من الشباب، ما يعني أن تلك المفاهيم السلبية ستنسحب على جيل بأكمله، بل مجتمع بأكمله.
في هذه الحالة، ومع هذه الذخيرة البشرية، علينا الاستثمار في شبابنا من خلال تأصيل ثقافة الإنتاج والانضباط وما تستلزمه من أدوات، كإقامة معسكرات تطوعية يكون فيها التجنيد اختياريا تحت إدارة المؤسسات العسكرية في الدولة، ومنها القوات المسلحة، الحرس الوطني، الشرطة والدفاع المدني.
المعسكر ليس مجرد مساحة جغرافية محددة، إنما هو اختزال كامل للجيل في مشروع تربية وطنية.
سيكون في المعسكر فرصة للتدريب العسكري الشاق، التدرب على الحياة في الطبيعة باللجوء إلى أدواتها دون الاعتماد على ما اعتادوا عليه في المدينة. الدفاع عن النفس، استخدام السلاح، الحس الوطني، الالتزام، النظام، القراءة، المحاضرات، النقاش، القانون الأخلاقي كفرد داخل الفضاء الأخلاقي العام للمجتمع، وحتى أدق التفاصيل؛ كالاستيقاظ مبكرا للصلاة وأداء التمارين الرياضية.
الذخيرة الشبابية المتوافرة لدينا جاهزة لتلبية أي مبادرة لإعادة تنظيمها نفسيا، فقلة الخيارات بالنسبة إليهم يعني أنهم يصنعون خياراتهم بأنفسهم، ليكون لدينا: المدمن، والسلبي، والعاق، والمجرم، واللامبالي، والعشوائي، وكل الصفات التي قد تكون مثل الخلايا السرطانية في أي مجتمع.
لذا يجب استثمار هذه الذخيرة الشابة، المليئة بالطاقة، في الصالح العام.
[/SIZE]
المصدر صحيفة الوطن
[URL="http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=26111[/URL]